ناصر أبوطاحون يكتب : "حنان كمال .. إيزيس تتجدد"

ناصر أبوطاحون

الصديقة و الزميلة الصحفية اللامعة حنان كمال تواجه  الوحش - بشجاعة منقطعة النظير-  منذ سنوات
عمليات جراحية و علاجات اشعاعية و ادوية كماوية
و ألام و أوجاع و مستشفيات و ادوية
و فوق ذلك كله تتحمل - فى الغربة - مسئوليات ثلاثة اطفال صغار ربما كبروا  الأن و أصبحوا صبية، و معهم الزوج الذى تعرض لحادث سيارة ترك أثاراً كبيرة عليه
و رغم كل هذه الأوضاع و الأحمال الثقيلة لم تيأس و لم تفقد قدرتها على الصمود و لازالت قوية صلبة تأمل فى بكره يأتى بالشفاء
و تواجه الصعوبات بالرسم و الكتابة و الألوان
و لم تتخلى عن حلمها لوطن يتسع لأبناءه يحيون فيه فى ظل مجتمع العدالة الاجتماعية و الحرية و تكافؤ الفرص
لم يشغلها حالها - و هو يستحق الانشغال  -عن الغير و مشاكلهم و عن الوطن و تحدياته
ربما كانت حنان - محظوظة - بفيض من الأصدقاء، سواء منهم من تعامل معها عن قرب و احتكاك مباشر، او اصدقاء الفضاء الالكترونى، و جميعهم يغمرها بالدعم و المساندة والدعاء، و لكنى أرى ان بعضهم ان لم يكن معظمهم يستمد من قوتها و عزيمتها و تجربتها ما يستعين به على ما يواجهه من تحديات
و رغم انشغالى المستمر بحنان و مرضها منذ ان هاجمها الوحش، إلا أن تجربة قصيرة الأمد
لى شخصياً مع الألام و المرض غيرت نظرتى للأمور تماما
فكلما كانت تهاجمنى ألام الذراع و الرقبة  كنت أضع تجربتها أمامى
و أتسأل بينى و بين نفسى عن صمودها و قوتها وصبرها و أملها فى الشفاء، لكى أرى أن ما أمر به لا يعادل شيئاً أمام ما وجهته بشجاعة و هى ترسم و تكتب و تحلم
حنان كمال هى قصة لإمرأة من التى يقولون عليها "إمرأة بألف راجل" بل هى من  الأساطير  التى مرت على تاريخنا  ربما هى نسخة متجددة من إيزيس التى تتجدد بإستمرار بيننا فقط قد لا نشعر بها، او لا نراها كما يجب.
بالقطع هى تحتاج لدعاءنا و دعاء من يقرأ هذا المقال لأن مثلها قليلات فى هذا الزمان، و نريدها ان تبقى معنا لكى تتكرر
فتكرارها يعنى أن هذه الأرض لازالت قادرة على العطاء و الاستمرار و الصمود